الأربعاء، 24 مايو 2017

"أنا ويدي أصدقاء
نحمل الدقائق معنا أينما ذهبنا
نشترك أيضاً في العقارب
لكننا نتوقف إذا كان الحوار مقطوعاً
...."
  1. ...
  2. تلك اليد هي التي تترجم نبض القلب وخيباته وملله واوجاعه، هي التي ترقب الجدران والأحبة، والطرقات وتعيد ترتيب الزمن، تلك اليد ترجمان القلب وصوته الشعري...
    في ديوان (تحت الظل الكثرة) لاحمد العسم نستطيع أن نتعرف على شحصية يسكنها الشعر كهاجس وكأنها تحيا من خلاله ...ومن الاهداء الذي قدمه الشاعر الى الاستاذ حبيب الصايغ " هناك من يفتح قلبه للشمس" نستطيع أن نرى ما يعتمل في قلب الشاعر فكل كتابة هي نافذة في القلب نحو الشمس... الشمس التي تعطي الحياة والدفء والنماء وتعطي أيضا الرؤية الاوضح، وتكشف ما يخبئة النبض...
  3. في الديوان نستطيع أن نقول كما قال الشاعر

  4. "تحت ضوء خافت
    نقرأ الشعر
    من صدورنا" 


نعم ففي كثير من المقاطع نرى انفسنا وجها لوجه، في الطريق، أمام البحر، في الفندق وفي غرفة المشفى، ليس غريبا أن يكون الشاعر ترك المفردات "الفندق، المرض، قوارب" تتصدر اسماء قصائده "مفردة" بينما اعطى باقي القصائد مسميات مكونة من مقاطع، وكانه بهذا يشير الى اهمية هذه المفردات في حياته وفي شعره....
الفندق ودلالته على الاقامة المؤقته، الملل وربما الحياة كلها التي لا تتعدى اقامة وان طالت فهي قصيرة، المرض وهو وان كان في بعض القصائد مرضاً جسديا لكنه يعبر عن حكم القدر لهذه الحياة فكلنا محكوم بالمرض الاخير/ الذي يصل بنا الى نهاية الحياة، ورغم الحزن المسيطر على كثير من القصائد لكننا لا نلمح سوداوية بقدر ما نرى تأملا عميقا للحياة ...المفردة الثالثة المستمدة من واقع الحياة في الامارات "قوارب" هل هي وسيلة للهروب، للمغامرة ..ام هي درب الوصول الى مكان اخر؟؟؟

عندما اجتاز الشاعر الطريق من "رأس الخيمة الى أبوظبي" تأمل الطريق بدقة وراقب ذاته وانفعالاته ايضا....
"لا يتأمل الشارع
إلا شاعر"
لكنه لا يتأمل فقط ففي قصيدته " الطريق من رأس الخيمة الى أبوظبي" نمشي مع الشاعر في دربه نتابع " حديث الطريق الى رأسك" مثلما نرى "السائق ملح الطريق" ونقرأ ...
"الطريق يا صديقي
أسئلة وتأملات
عمران، وبيوت" وأرصفة
خيال، ووصف
وانت وحدك في صمت ولا تنام"

كثيرة هي المشاعر التي امتلأ بها الديوان، وكأن الشاعر بهذا الديوان اراد ان يترك قلبه يتحدث عن كل شيء بجمل شعرية مركزة، خالية من الحشو متأملة بعمق، متخذة من مفردات المكان وما يحيط به سواء اشخاص او اشجار او حتى جدران، وسيلة للبوح ورسم ما في قلب اشاعر بوضوح كما لو انه فتح قلبه للشمس، في عودة الى الاهداء الذي صدر به الشاعر ديوانه....

ليست هناك تعليقات: